القائمة الرئيسية

الصفحات

تحليل وقراءة الرموز السومرية | Sumerian symbols

 علم الاشارات الرومانية pdf, اول قاموس هيروغليفى عربى رقمى, القاموس Easy Hieroglyph ان الكتابة المسمارية التي ابتكرها السومريون انتشرت واستخدمت من قبل عدة لغات خلال 3000 عام من تاريخها الطويل ، أغلب تلك اللغات استخدمت العلامات والرموز السومرية والبابلية .

تحليل وقراءة الرموز السومرية | Sumerian symbols

اسم الملك

لذلك فان فك الرموز السومرية عرف طريقه من خلال تلك اللغات العديدة التي استخدمتها ، ولكن المشكلة كانت في ان نظام الكتابة السومرية و البابلية يسمح بان تكون لعدة رموز نفس القيمة اللغوية ، ولكل رمز عدة قيم ، ومعنى هذا ان كل لغة من تلك اللغات بحاجة الى تحليل خاص بها وفك الرموز السومرية / البابلية المستخدمة فيها.

مجموعات قليلة من الناس تبنت الكتابة بالرموز المسمارية ولكنها صنعت – اخترعت – الرموز الخاصة بها لذلك يجب فك رموزها لوحدها ، مثل الفارسية القديمة ، الاوغارتية ، والالفباء المتعلقة بها.

تحليل وقراءة الرموز السومرية | Sumerian symbols


الفارسية القديمة

يستخدم علماء اللغات القديمة في السومرية مصطلح ( اللغة الفارسية القديمة ) حين يحللون الرموز السومرية ، تمييزا لها عن الفارسية الحديثة ، التي اصبحت خليطا من الفارسية والعربية ، الا ان المثير في الامر ان مايطلقون عليه الفارسية القديمة هي اللغة الشائعة اليوم في بلاد الكورد الفيليين – لورستان / كوردستان ايران.


 – التي ظلت بعيدة عن هيمنة وتأثير العربية رغم ان بلاد الكورد الفيليين محاذية لما يعرف سابقا بالعراق العربي  وان لغتهم الكوردية معروفة منذ القدم ومدونة بالكتابة الصورية والمسمارية  ومازالت اللغة الكوردية – اللهجة الفيلية ( سنشير لها بالحرفين ك ف ) لهجة حية يتحدث بها الملايين في العراق وايران مثل مناطق عيلام ووسط العراق واجزاء من كوردستان الاخرى، وهي لهجة أساسية من لهجات اللغة الكوردية ، لذلك ارى ان ما يطلق عليه اللغة الفارسية القديمة هي عين اللغة الكوردية / اللهجة الفيلية التي مازال الكورد الفيليون ( اللور الكبرى والصغرى وايلام وكرمنشاه و الكورد شرق دجلة وسط وجنوب العراق ) يستخدمونها .

من الواضح اننا توسعنا في اطلاق تسمية الكورد الفيليين من باب التعميم وليس من باب الاختصاص ، فمناطق لورستان – اللور الكبرى واللور الصغرى وايلام وبختيار وخانقين وقصر شيرين وجلولاء وشهربان وكورد شرق دجلة ومناطق اخرى قريبة لها من كوردستان ايران والعراق لا تحمل تسمية الفيلي او الفيلية ، ولكن شاعت هذه التسمية في العراق واطلقت على الكورد في تلك المناطق المذكورة في كوردستان والواقعة شرق دجلة لذلك سنستخدمها بشئ من التوسع و التعميم .

تحليل وقراءة الرموز السومرية | Sumerian symbols


النص بالفارسية القديمة


ان العلاقة بين عيلام وبقية ارجاء ايران الحديثة كانت نادرة رغم ان اللغة العيلامية كانت واحدة من ثلاث لغات للامبراطورية الفارسية الى جانب البابلية والارامية ، لذلك كانت مدونة على معظم المعالم والاثار التاريخية ، وهي التي قدمت خدمة كبيرة في فك رموز الكتابة المسمارية وعلى الاخص الصخرة الكبيرة في جبل بيستون التي نقشت عليها الكتابة المسمارية باللغة العيلامية والفارسية القديمة والبابلية ،علما ان الكتابة العيلامية تطورت من كتابة صورية محلية ظهرت في سوسة ، تسمى ما قبل العيلامية – Proto Elamite – وهي من أقدم النقوش والكتابات التي تعود لعصور مبكرة اقدم من تلك التي ظهرت في اوروك جنوب العراق ( 2700 – 3100 ق . م ).

تحليل وقراءة الرموز السومرية | Sumerian symbols


ان طبيعة النصوص العيلامية تدل على مجتمع متطور يظاهي جيرانه

من المجتمعات المتطورة مع ان تاريخ الكتابة العيلامية يشمل – يغطي – ما يزيد على 2500 عاما ، فان المجموعة الاولى الكبيرة من الرقم التي كان بالامكان قراءتها وفهمها هي المجموعة التي نشرت اخيرا من ارشيف الاقتصاد الاخميني لملوك الفرس في برسي بولس – اصطخر – في القرن الخامس قبل الميلاد .

كما ان البلاط الفارسي كان يستعمل الارامية في الكثير من مراسلاته التجارية .

ان اللغة العيلامية ليست من اسرة اللغات السامية او الجزرية ، ولا تربطها علاقة لغوية او قرابة لغوية بلغات الشرق الاوسط الاخرى .

وان فك رموزها كان بسبب اللغات الثلاث التي استخدمها الملوك في الكتابة ولكن ما دامت النصوص المتوفرة تشمل حقولا محدودة ومواضيع معينة قليلة ستظل بسببها معرفتنا عن اللغة العيلامية محدودة.

ولايوجد من يبحث فيها سوى قلة من الباحثين لا يزيدون على عدد الاصابع .


الكتابة المسمارية باللغة الفارسية القديمة تعد اول كتابة مسمارية تم فك رموزها وطلاسمها ، ومن المعروف ان فك رموز أية كتابة يعتمد بالدرجة الاولى على وفرة نصوصها وكثرتها بحيث يتمكن الباحث من العمل عليها ودراستها واستنباط مايساعد على فك رموزها ومقارنة الرقم والنصوص البابلية والسومرية الكثيرة الا ان النصوص الفارسية القديمة ( ك ف ) قليلة ونادرة .

تحليل وقراءة الرموز السومرية | Sumerian symbols


نص منقوش فوق تمثال خوش يارشاه


يذهب البعض الى ان الكتابة الفارسية القديمة ( ك ف ) اخترعت بتوجيه من الملك الاخميني دارا الاول – داريوش الكبير – ( 486- 521 ق. م ) لكي يتميز بكتابة خاصة به مثلما كان لدى ملوك بابل واشور ، كي تصف وتنقش على اثاره الملكية . وهذا محض خيال ، لان الكتابة هي نتاج تاريخ طويل من التطور الثقافي واللغوي والحضاري.

تحليل وقراءة الرموز السومرية | Sumerian symbols


داريوش


الكتابة المسمارية للفارسية القديمة ( ك ف ) اكتشفت على مقطع صخرة بيستون وعلى احجار الابنية الاخمينية في مدينة بسار جاده Pasargadae و برسي بولس- تخت جمشيد – Persepolis

وعلى الذهب والفضة والاحجار ، وبعض الاختام والاواني الفخارية وبعض الرقم الطينية القليلة . لوحة رقم 1

كان البلاط الفارسي يستخدم لمتطلبات الحياة اليومية والتجارية اما الكتابة العيلامية لوحة رقم 2 ، او الارامية .

وقد انتهى استخدامها كليا بعد حكم ارتازيركس الثالث ( 338- 358 ق.م ) Artaxerxes

ان النقش المسماري لدارا الاول على صخرة بيستون التي حللها وفك رموزها البريطاني راولنسون Rawlinson اقتفى في دراستها وتحليها اثر الالماني غروتفيند Grotfend في تحليل رموز الكتابة الفارسية القديمة ( ك ف ) .

ويعد أطول نص مكتوب من نصوص الفارسية القديمة ( وهذا يدل اما على تبني الامبراطورية الفارسية اللغة الكوردية العيلامية او خطأ اطلاق تسمية الفارسية القديمة على اللغة الكوردية / اللهجة الفيلية – العيلامية )

صخرة بيستون :

يتميز جبل بيستون بالنقش التاريخي المنقوش عليه بالرموز المسمارية : طول اللوح المنقوش هو 6 امتار وعرضه 20 ,3 متر واعلاه نحت الملاك الزرادشتي الفروهر ، يقف أمامه دارا رافعا يده اليمنى اليه.

تحليل وقراءة الرموز السومرية | Sumerian symbols


صخرة بيستون


يبلغ طول نحت دارا 180 سم واتباعه من العسكر 150 سم والاسرى 120 سم)

بدأت قراءة الرموز المسمارية في القرن الثامن عشر على أيدي الرحالة الاجانب الذين زاروا اثار وخرائب مدينة برسي بولس التي كانت عاصمة الدولة الاخمينية للامبراطورية الايرانية 331- 559 ق . م . وتسمى في الايرانية الحديثة تخت جمشيد وتقع على مسافة 70 كم شمال شيراز ، وبرسي بولس هو الاسم الاغريقي للمدينة ويعني مدينة الفرس لان بولس تعني مدينة في الاغريقية وعلى غرارها لحقت في العديد من اسماء المدن مثل طرابلس في لبنان وليبيا ، وبرسي من بيرسيان اي فارسي .

ان اطلاق اسم مدينة فارسية او مدينة ايرانية حالة عامة ، اذ غالبا ما كانت تطلق على مدن غير فارسية حقيقة ، قد تكون كوردية او تركية او عربية وغيرها تسمية فارسية او ايرانية بسبب شمول المنطقة وتبعيتها السياسية للامبراطورية ( التي كانت تسمى الفارسية او الايرانية ) مثلما نقول مدينة من بلاد ميسوبوتاميا او مدينة تابعة للخلافة العباسية او مدينة من مدن الاتحاد السوفيتي وهي قد تكون لشعب ليس روسي .

كانت برسي بولس حوالي ثلاثة قرون قبل الميلاد عاصمة للدولة الاخمينية ، كما كانت المنطقة مجهولة للباحثين ولكن دراسة التاريخ الاغريقي كشف ان تلك المدينة هي العاصمة برسي بولس التي شيدها ملوك الفرس المشهورين : كورش ، داريوش ، زيريكس ، وهو ما جاء في كتابات هيرودوتس التاريخية.


غوشتاسب


ازدهرت الديانة الزرادشتية في الدولة الاخمينية وعبادة اهورمزدا اله الزرادشتيين ، وكان الافستا كتاب الزرادشتيين المقدس – زند افستا- معروفا لدى الباحثين الاوربيين منذ نشره عام 1771من قبل دو بيرون A.Duperron فكان نشر نصوص الافستا وترجمتها من اللغة البهلوية قد ساعد على فتح الباب امام فك رموز المسمارية السومرية من خلال الفارسية القديمة .

ومن النقوش المنتشرة على ابواب قصور مدينة برسي بولس نقلوا الرموز المنقوشة بثلاث لغات – ثلاثة انواع من الكتابات المسمارية المختلفة – وبدأوا بمقارنتها وفك رموزها.


الخطوة الاساسية في فك رموز المسمارية – الفارسية القديمة – كانت على يد الباحث الالماني غروتفيند G.F.Grotefend فقد لا حظ ان في النص بعض العبارات التي تستخدم عددا محدودا من الرموز ، لذلك فمن المحتمل كتابتها بواسطة الحروف – الالفباء – .

كما رأى ان العلامة المنفردة تدل على فاصل بين الكلمات .

ان فحص النصوص دل على انها كتابة تبدأ من اليسار الى اليمين: على سبيل المثال ان مجموعة من النصوص التي قرأت تترجم كما يلي :

Xa- Sa-a-ya-Oa-i-ya

التي في اللوحة رقم 1 تظهر في نهاية السطر الاول والثالث كاملة . ولكنها ايضا تكون منقسمة الى مجموعتين في نهاية السطر الثاني وبداية السطر الثالث .

النصان في لوحة 4، 1 كانا قد قرءا من قبل غروتفيند استنادا الى ترجمة النص من البهلوية ، خمن غروتفيند ان كلمة xa-sa-a-ya-oa-i-ya

تعني الملك او الشاه ، وان الكلمة في السطرين الثاني والثالث المكررة تعني ملك الملوك شاهنشاه لذلك قد يكون معنى النص في لوحة رقم 1

الملك … ملك الملوك

شاه … شاهنشاه

ان اسم الملك في بداية لوحة رقم 1 السطر الاول تظهر ثانية في السطر الثالث في لوحة 4 تتبعها ايضا كلمة : xa-sa-a-ya-oa-i-ya

لذلك حلل العبارة بان الملك الثاني المذكور في النص هو ابن الملك الاول فذهب غروتفيند الى ان العبارة تشير الى الملك دارا الاول ( داريوش الكبير ) وابنه ( خوش يار شاه ) خرخس Xerxes

واستنادا الى النصوص التي اعتمد عليها في الاغريقية والعبرية والافستا توصل الى قراءة الرموز المسمارية كما يلي :

D a r h e u sh kh sh h e r sh e

وان العلامات e,r,sh تبدو هي نفسها في الاسمين. وبذلك توصل غروتفيند الى ان كلمة الملك التي ترجمت الى Xa-sa-a-ya-Oa-i-ya

استنادا الى المعلومات الحديثة تكون الرموز تعني كما يلي :

Kh sh e h ? ? h

وذلك اكد له ان لغة الكتابة المسمارية التي يحللها هي لغة الافستا ، ولذلك استعار من الافستا التي اشارت الى صفة الملك بالحرفين o,i ليكمل بهما الحرفين المجهولين في الكلمة السابقة .

وتحليلا لاسم والد دارا غوشتاسب Hystaspes في النص الاول اقترح ترجمة الاسم الذي يكتب :

Vi-i-sa-ta-a-sa-pa الى غوشتاسب

Goshtasp

فكانت العلامتان O,sh في مكانهما الصحيح في اسم غوشتاسب .

استطاع غروتفيند انجاز هذا القدر من المعلومات والترجمة من النصوص المسمارية حتى عام 1802م.

ان مقارنة دقيقة مع المعلومات الحديثة التي توفرت لدينا نجد ان بعض الرموز ليست دقيقة الترجمة ، وان غروتفيند لم يكتشف بعد ان المسمارية ليست كتابة تعتمد الالفباء .

ولكن ما قام به غروتفيند كان بداية جيدة وان كانت بطيئة في معرفة المسمارية من خلال الاسماء التاريخية التي لدينا في لغات وكتب اخرى مثل التوراة والافستا والاغريقية والفارسية و (الكوردية ).

هنري راولسون وصخرة بيستون

ان الخطوة الكبرى في فك رموز وقراءة المسمارية كانت على يد البريطاني هنري راولنسون Henry Rawlinson الذي بدأ عام 1835 م نقل الكتابة المسمارية الموجودة على الصخرة العظيمة على جبل بيستون في عيلام / كوردستان ايران – بلاد الكورد الفيليين- .

توصل راولنسون الى ترجمة مشابهة لغروتفيند من خلال تحليله للنص المسماري المنقوش على صخرة بيستون ، ولكنه شعر بحاجة الى فهم اكبر للنصوص الموجودة على الصخرة .

ان النص المسماري على صخرة بيستون يؤرخ لانتصارات دارا مؤسس الامبراطورية الفارسية ، اضافة الى نحت مصور لدارا والملوك الذين اسرهم . وكان النص المسماري بثلاث لغات نعرفها اليوم على انها الفارسية القديمة و العيلامية والبابلية .



النص المسماري في اللغة الفارسية القديمة يحتوي على 414 سطرا ، أكمل نقله قليلا قليلا خلال عشر سنوات ، لانه كان منقوشا على صخرة مرتفعة جدا ، بذل راولنسون جهودا جبارة في تسلق الجبل ونقله على الورق.

كان النص المسماري ثروة تستحق الجهود التي بذلها راولنسون لانها كانت نصا كاملا يحتوي اسماء جميع الشخصيات في امبراطورية دارا ، ومقارنة تلك الاسماء بالاسماء التي وردت في التاريخ الاغريقي مكنت راولنسون من فك رموز المزيد من الاسماء والعلامات المسمارية .

ولانه يعرف التاريخ الاغريقي ، والسنسكريتية – لانه كان في الهند – و كتاب الافستا الزرادشتي ، تمكن راولنسون تقديم ترجمة وافية للنص المسماري المنقوش بالفارسية القديمة ( ك ف ) عام 1846م.

ومن الباحثين الذين تقدموا فيما بعد في ترجمة المسمارية وفك المزيد من رموزها العالم الايرلندي ادوارد هنكس Edward Hincks الا ان راولنسون كان الرائد في فك رموز نص جبل بيستون .

ان النص المسماري الذي نقش على تلك الصخرة والذي تم تحليل رموزه وفك الرموز المسمارية بواسطته ، والذي ينسب الى الفارسية القديمة ( ك ف ) يحتوي على 36 رمزا ، منها ثلاثة رموز عله (أ ، ي ، و A,I , U ) وان جميع المقاطع تحتوي على رموز صامتة وواحد من حروف العلة الثلاثة ، بالاضافة الى اشارة واحدة – حز – بمثابة فاصلة بين الكلمات .

كما توجد في النص خمسة رموز مركبة تدل على الملك ، والبلد ، والارض ، والاله ، و اهورمزدا وهو الملاك في الديانة الزرادشتية لدى الفرس والكورد .

التنقل السريع